قد ترتسم على وجهوكم علامات الإستفهام والتعجب من هذا العنوان ، ولكن هذا هو ماشعرت به بالفعل عندما تعمدت القيام بإجراء بعض تجارب القيادة لبعض السيارات الصينية ورؤية البعض الأخر عن قرب وتحسس خاماتها الداخلية ومعرفة مدى جودة التجميع واللمسات الفنية لهذه السيارات ، ومن بعد فحص جيد وتجربة على الطرقات المصرية الكفيلة بالكشف عن قدرات أى سيارة وسماع اراء مُلاك هذه السيارات وإستشفاف عيوب ومميزات أغلب السيارات الصينية التى إنتشرت بشكل سريع جداً برغم إدعاء البعض بإنها سيارات سيئة والبعض الأخر اقر بإنها ذات اعتمادية لا بأس بها ، إسمحو لى أن أسرد عليكم رأى الشخصى فى معظم السيارات الصينية من خلال تلك التجربة الموسعة .
أولا أحب أن أشهد بأن الصين و شعبها لهم كل تحياتى وتقديرى وذلك لإصرارهم على وضع بصمة لصناعتهم فى كل دول العالم الغنية منها قبل الفقيرة , هذا أمر اردت أن أبدأ به .
نأتى للتجربة ذاتها ، أقصى تقدير للسيارات الصينية من وجهة نظرى حتى الأن هو من متوسط إلى جيد وهذا التقدير لا يقلل من شأن الصانع الصينى الذى بدأت صناعته للسيارات تغزو أسواقنا منذ سنوات قليلة فقط ، ولمعرفة الصانع الصينى بأن منتجة ينقصة الكثير من الخبرة والجودة إستطاع أن يتجاوز ذلك بعمل سيارات ذات أشكال كثيرة وفئات متنوعة تكفى جميع الأغراض وأيضاً بها كثير من عناصر الرفاهية التى تعطى إحساس بأنك تمتلك سيارة فارهة وبأسعار لا تقبل المنافسة إطلاقاً ، وهذا يحسب لذكاء الصانع الصينى .
ولكن كيف أستطاع الصانع الصينى إقتحام هذه الصناعة الجبارة ؟ ، منذ سنوات قليلة عندما سمعنا عن بداية ظهور السيارات الصينية فى السوق المصرى إجتاحتنا حالة إندهاش للبعض وسخرية للبعض الأخر وتذكرنا على الفور مدى رداءة بعض المنتجات الصينية مثل بعض الأجهزة الكهربائية ولعب الأطفال وحتى فوانيس رمضان ، وبالتالى توقعنا بأن الصين لن تستمر طويلاً فى صناعة السيارات وأنها سوف تقشل فشلاً ذريعاً لمعرفتنا جميعاً بإنها لن تكون على مستوى الأمان والجودة المطلوبة لإختراق أحدى مجالات الصناعات الكبرى على مستوى العالم ، ولكن المفاجأة بأن الصانع الصينى يخطو خطواته الأولى بنجاح باهر ويتقدم مستوى صناعته كل عام عن سابقه ويتفادى الأخطاء والعيوب التى وقع فيها فى الموديلات السابقة ، ويحاول أن يُحدث من نفسة ويُطور طرازاته شكلاً وموضوعاً كل عام ، وبهذا بدأت الصناعة الصينية أن ترسم لها طريق واضح للوصول إلى القمة ووضع أنفسهم فى مصاف كبار الصانعين فى مجال السيارات .
ويعلم الصانع الصينى تماماً بسمعة منتجاته فى كثير من الأنحاء ولذلك بدأ مشواره بمنتهى الذكاء عندما أكتفى فقط بتجميع سيارات تحت سماء بلاده لتجميل إسمه وعلامتة التجارية ، ولكن أساسيات صناعته والتى يعلم جيداً قلة خبرته فيها بدأ فى شرائها من كبار الصانعين فى العالم ليعطى ثقلاً للمنتج الخاص به ، على سبيل المثال بدأ فى شراء تكنولوجيا المحركات وكذلك تكنولوجيا الشاسيهات والدوائر الكهربائية والآلية وكذلك ألات الجر ونواقل الحركة من أكبر الشركات العالمية لهذه الصناعات مثل شركة ميتسوبيشى اليابانية كمزود محركات والعريقة بورشه كمزود ومطور للشاسيهات ، وبعض الشركات الألمانية المتخصصة فى الصناعات المغذية كالدوائر الكهربائية من شركة بوش الكبيرة والشهيرة للغاية … وهكذا .
ولكن لازال السؤال قائما : كيف للسيارات الصينية أن تنجح وهى تناطح دول لها باع طويل وثقل فى العالم كمعظم الشركات الكورية واليابانية وغيرها ؟
من هنا يأتى مربط الفرس كما يقال ، فلقد أعتمد الصانع الصينى على أشياء كثيرة كى يثبت نفسة بمنتهى الذكاء فى الأسواق العالمية ، كما ذكر سابقاً فشرائهم لتكنولوجيا أساسيات السيارة من شركات كبرى وضعت أولى لمسات الثقة لدى المستهلكين ، كما إستخدم ذكائه أيضاً لقرائة كافة إحتياجات السوق وتلبيته متطلباته .. على سبيل المثال محلياً .. يعلم الصانع الصينى جيداً متطلبات المستهلك المصرى وإستطاع أن يصنع له سيارة تجمع أغلب إن لم يكن كل العناصر المطلوبة من رفاهية وفخامة – من منظور مصرى – بأسعار لا تضاهى ، ويجدر بالذكر بأنه أكد أنه لا يضع نفسة فى مقارنة على الأقل مبدئياً مع دول أخرى لها ثقل وتكتسب ثقة المستهلك المصرى .
ولم يقف بعد ذلك مكتوف الأيدى ، فبرغم ردائة بعض الخامات والمواد المستخدمة فى بعض الطرازات الصينية وأيضاً سوء التقفيل ووجود بعض العيوب إلا أنهم نجحوا أن يضعوا لمسات جميلة ليحسنوا الشكل العام لصناعتهم ، كما أنهم بكل صدق يتطورون ويتحسنون وبشده وبسرعة تستحق الإحترام والتقدير .
أما بالنسبة للأسواق الأوروبية والأمريكية فيسعى الصانع الصينى بكل قوته لإقتحام تلك الأسواق الضخمة التى من الصعب إقتحامها نظراً للصرامة فى القواعد الخاصة بتحقيق كل سبل الأمان والجودة والمتانة دون تنازل أو تهاون إلا أن الشركات الصينية بدأت نهج مسلكاً جديداً بشراكتها مع عمالقة الأمان فى العالم كصفقة فولفو الشهيرة مع جيلى الصينية وشراكة مرسيدس بنز لشركة BYD الصينية .
فى النهاية يجب أن نعلم جيداً أن الصانع الصينى لم يدعى بأن منتجاته خالية من العيوب الصناعية وضعف الخامات ، ولم يدعى أيضاً بأن سياراته هى الاولى فى فئتها ، ولكهنم فى جهد متميز ومستمر وبعمل شاق ليلاً ونهاراً دون يأس أو ملل يطمحوا لأن يصبحوا الأفضل والأقوى ، وتصبح صناعة السيارات الصينية لها إسم وثقل وبصمة على خريطة الصناعة العالمية ، ولهذا فإن الصنع الصينى لا يكذب ولكنه يتجمل ويتحسن أيضاً .
انشر هذا الخبر فى صفحتك على الفيسبوك
No comments:
Post a Comment